الغزيون لا يجدون متنفسا غير البحر رغم تلوثه وتحذير طبي من امراض خطيرة كالتهاب الاغشية والحمى الشوكية
رغم ما به من تلوث>> الا ان الاصرارعلى الفرح أقوى بغزة
صورة للاطفال لغزة لن يجدون منتفس لهم بظل الحصار الا البحر رغم تلوثه
غزة المحاصرة
لم تمنع تحذيرات سلطة البيئة المصطافين من السباحة في مواقع عدة على شاطئ البحر والتي يؤكد مسؤولون محليون في منظمة الصحة العالمية تلوثها بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالجة.
وتجاهل محمود دياب (30 عاما) وثلاثة من أصدقائه مياه الصرف الصحي التي تصب في مرفأ الصيادين الصغير على شاطىء غزة, متحديا يافطات التحذير, ونزلوا الى المياه للسباحة.
ويرد هذه الشاب على تحذيرات سلطة البيئة بقوله ان "مياه البحر تتجدد, نرى بالطبع المجاري تصب فيه لكن ماذا نفعل?
الحصار حرمنا المتعة والسفر".
ويشكل البحر المتنفس الوحيد لمليون ونصف المليون فلسطيني هم سكان القطاع الخاضع لحصار مطبق منذ اكثر من عامين.
وحددت سلطة البيئة في غزة سبع مناطق بواقع اربع كيلومترات على الاقل ملوثة بسبب مياه المجاري على طول شاطئ القطاع, معظمها على شاطئ مدينة غزة.
الا ان دياب لا يخفي انه يعاني "غالبا من حكة في الجلد والتهابات في الاذنين بعد نزول البحر", لكن كل ذلك لا يثنيه
لان "السباحة بالنسبة لنا تسليتنا شبه الوحيدة" كما يقول.
ويؤكد اسماعيل رحمي وهو صياد في الثلاثينات من عمره "لا يوجد امامنا طريق اخر غير السباحة في البحر".
ويتابع وهو يجلس على صخرة قرب مرفأ الصيادين الذي منعت سلطة البيئة السباحة في حوضه, "البحر ملوث ويظهر لونه مختلف جدا بسبب مياه المجاري.. لكننا نضطر للسباحة من اجل الصيد", مصدر رزقه وغيره من صغار الصيادين.
وتعد منطقة المرفأ واحدة من المواقع التي حذرت منها سلطة البيئة ومثلها منطقة السباحة المحاذية لمخيم الشاطئ للاجئين حيث مياه الصرف الصحي والمجاري المكشوفة تخترق الشاطئ في واجهة المخيم الساحلي.
واكد مسوؤل في منظمة الصحة العالمية لفرانس برس خطورة السباحة في هذه المناطق "لان ذلك يمكن ان يسبب عدة امراض جلدية والتهابات في العيون والاذنين اضافة الى امراض في الجهاز الهضمي".
وشدد محمود ضاهر مدير البرامج الصحية في المنظمة العالمية في غزة على ضرورة "زيادة رقابة الشواطئ وعمل برنامج توعية للمواطنين ودعوتهم لزيادة حرصهم بدون احداث هلع".
وابدى الطبيب الجراح جمعة السقا قلقه من "انتشار الامراض الخطيرة التي قد تنتهي بالوفاة كالتهاب الاغشية السحائية (الحمى الشوكية) لان هذا المرض ينتقل عبر الجهاز التنفسي عن طريق المياه الملوثة بمياه المجاري اثناء السباحة".
وبدت الطفلة منال (10 سنوات) وهي من سكان مخيم الشاطئ, غير آبهة بالتحذيرات, وراحت تلعب بكرتها الملونة مع صديقتها انعام وقد خرجتا لتوهما من الماء.وتقول منال "حتى لو كان البحر ملوثا, خلينا نلعب ونفرح ومش مهم المرض".
ويبدو ان اللعب استحوذ تماما على الطفلتين حتى انهما تجاهلتا نداء ام منال لاعطائهما ساندوتش من الجبنة.
وعلى نداء الام ردت منال "سآكل لاحقا اريد ان العب الان".
بعد قليل عادت الطفلة الى الماء رغم الاحمرار في عيونها, وقالت وهي تضحك
""انتهت الامتحانات المدرسية ..من حقنا +نغير جو+ ونلعب كباقي الاطفال".
وتعلق ام منال وهي تجلس مع جاراتها على رمال الشاطئ
"اطفالنا ضحايا يعيشون اوضاعا غير عادية تتجاوز اعمارهم.
البحر ملوث وغير نظيف لكن لا يوجد مكان اخر ناخذهم اليه".
وتتابع المراة التي كانت ترتدي جلبابا اسود "وعدتهم ان اخذهم للبحر بعد الامتحانات .. واتمنى ان لا يصابوا بمرض".
وذكرت سلطة جودة البيئة التابعة للحكومة الفلسطينية بغزة في بيان انها ستقوم بوضع يافطات تحذيرية وارشادية في الاماكن الملوثة.
ويعتقد منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل (خدمات المياه والصرف الصحي في غزة) ان "المشكلة الكبيرة ان مناطق التلوث متركزة على طول شاطئ مدينة غزة تحديدا وهي الاعلى كثافة بالسكان".
ويعيش في المدينة الصغيرة قرابة 850 الف نسمة.
وعزا شبلاق هذا التلوث الى وجود "عشرين الف لتر مكعب من المجاري تصب يوميا في بحر غزة دون معالجة من اي نوع", مشيرا الى "رمال الشاطئ ايضا ملوثة".
اضاف انه "يضخ 40 الف لتر مكعب يوميا من المياه العادمة والمعالجة جزئيا في بحر غزة .. وهي بشروط غير مطابقة للمواصفات العالمية للمناطق المسموح فيها السباحة والصيد".
واعتبر ضاهر ان
"الازمة الحقيقية تتركز على شاطئ مدينة غزة ..
بسبب الحصار الذي يمنع دخول قطع الغيار اللازمة لتطوير البنية التحتية لمعالجة المياه العادمة".
وازداد الوضع سوءا بسبب الاضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة الحرب الصهيونية التي خلفت دمارا هائلا اسفرت عن استشهاد اكثر من 1400 فلسطيني, في نهاية 2008 وبداية 2009.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق